ولد مصطفى كمال أتاتورك في منزل من ثلاثة طوابق في سالونيك (اليونان اليوم) عام 1881، وتخرج برتبة نقيب من الأكاديمية العسكرية بعد تلقي تعليمه. حتى في طفولته وشبابه أبدى اهتمامًا بقضايا الدولة والوطن وتمكن من جذب انتباه أساتذته بأفكاره.
خدم مصطفى كمال أتاتورك في حروب ومهام مختلفة نيابة عن الدولة العثمانية خلال مسيرته العسكرية، وكان بعضها تطوعيًا. لكن نقطة التحول بالنسبة لمصطفى كمال أتاتورك والأمة التركية حدثت عندما وصل إلى سامسون في 19 مايو 1919. وبهذه الرحلة، بدأ بين الناس النضال ضد احتلال الإمبراطورية العثمانية، التي هُزمت في الحرب العالمية الأولى. بمعنى آخر، تم وضع أسس "حرب الاستقلال"، إيماناً بفكرة أن "عزيمة الأمة وقوة إرادتها من شأنها أن تنقذ مستقبل الأمة".
خلال حرب الاستقلال التي بدأت باحتلال إزمير، دارت معارك مختلفة على جبهات مختلفة، وأخيراً مع الهجوم الكبير (29 أغسطس 1922) أُعلن انتصار الأمة التركية. وبينما كانت الحرب مستمرة، في 23 أبريل 1920، تم افتتاح مجلس الأمة الكبرى لتركيا، وانتُخب مصطفى كمال أتاتورك رئيسًا للجمعية والحكومة. هذه الخطوة حاسمة لتأسيس الجمهورية التركية.
وبحلول 29 أكتوبر 1923، أُعلنت الجمهورية، وانتُخب مصطفى كمال أتاتورك كأول رئيس للدولة المنشأة حديثًا. وفي الوقت نفسه، استمرت الانتخابات الرئاسية، وانتُخب أتاتورك رئيساً في الأعوام 1927، و1931، و1935. وأثناء إرساء أسس الجمهورية التركية، التزم مصطفى كمال أتاتورك بمبادئ معينة. ولم يخرج عن هذه المبادئ في كثير من الإصلاحات التي أدخلها لوضع تركيا على طريق الحضارة لتحدي الدول الغربية المتقدمة.
وفي العاشر من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1938، توفي القائد العظيم متأثراً بمرضه الشديد، وترك وراءه عشرات الملايين من المواطنين الحدادين. ومن المؤكد أنه سيحتفظ بمكانته في قلب الأمة التركية إلى الأبد باعتباره الزعيم الحقيقي الوحيد على الإطلاق.